احذر قبل أن تبدأ في التجارة الإلكترونية: الجانب الذي لا يخبرك به المسوقون
في السنوات الأخيرة، أصبحت التجارة الإلكترونية حلمًا يراود الكثير من الشباب الطامحين إلى تحقيق دخل إضافي أو حتى بناء مشروع خاص بعيدًا عن الوظيفة التقليدية. ومع الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت موجة كبيرة من المسوقين الذين يروّجون لدورات تدريبية بعنوان "ابدأ تجارتك الآن"، "حقق آلاف الدولارات من منزلك"، وغيرها من العبارات الرنانة التي تجذب من هم في بداية الطريق.
ولا شك أن بعض هذه الدورات قد تكون مفيدة، خاصة إذا كانت تقدم محتوى حقيقيًا ومجربًا، ولكن ما يُخفى غالبًا – أو يتم تجاهله عمدًا – هو أن نجاح التجارة الإلكترونية لا يعتمد فقط على الفكرة أو المنتج، بل يعتمد بشكل كبير على التسويق. وهنا يكمن الفارق.
التسويق: حجر الأساس الذي لا يُذكر كثيرًا
معظم المسوّقين لا يخبرونك بأن الجزء الأصعب في التجارة الإلكترونية ليس إنشاء المتجر ولا حتى إيجاد الموردين، بل هو إيصال منتجك إلى العميل المناسب. وهذا لا يمكن تحقيقه ببساطة إذا لم تكن تمتلك قاعدة جماهيرية على منصات التواصل الاجتماعي، أو ميزانية إعلانية ضخمة تمكنك من التعاون مع مؤثرين أو إنشاء حملات تسويقية فعّالة.
الكثير من المبتدئين ينخدعون بفكرة أن البيع سيتم تلقائيًا بمجرد فتح المتجر، لكن الحقيقة أن الزائر لن يطرق باب متجرك ما لم تكن هناك خطة تسويقية واضحة. ومعظم الناجحين في هذا المجال إما لديهم جمهور ضخم يتابعهم، أو أنهم استثمروا أموالًا في الإعلانات لسنوات حتى بنوا علامتهم التجارية.
قبل أن تبدأ، اسأل نفسك:
هل لدي جمهور مستهدف أستطيع الترويج له؟
هل أملك ميزانية للإعلانات أو التعاون مع المؤثرين؟
هل أفهم أساسيات التسويق الرقمي والتحليل والتعديل على الحملات؟
إذا كانت الإجابة "لا" على هذه الأسئلة، فمن الأفضل أن تتريث قبل اتخاذ الخطوة، وأن تستثمر وقتك أولًا في تعلم التسويق، وبناء جمهور حقيقي، وفهم طبيعة السوق.
خلاصة القول:
التجارة الإلكترونية ليست طريقًا سهلًا كما يُصوّر في الكثير من الدورات. نعم، هي فرصة عظيمة في عصرنا الرقمي، ولكنها تحتاج إلى وعي، وتخطيط، وتسويق ذكي. لا تجعل الحماس وحده يدفعك للاستثمار في مشروع دون أن تكون مدركًا لكل تفاصيله، خاصة تلك التي لا تُذكر كثيرًا في الإعلانات الممولة.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك لتشجيعنا على الاستمرار