من مطار سبها (ليبيا) إلى بيت الله الحرام
في بلاد الجنوب الليبي، وتحديدًا من مطار سبها، انطلقت حكاية غريبة لكنها مليئة بالعبر والمواعظ، بطلها رجل طيّب من عامة الناس، يُدعى الحاج عامر.
عامر، أحد حجاج قرعة المنطقة الجنوبية، استعد لرحلته كغيره من الحجاج؛ أتم الإجراءات، ودّع الأهل، وتوجه إلى المطار تملأ قلبه نية الحج وشوق اللقاء ببيت الله الحرام. لكن الدنيا لا تأتي دائمًا كما نُخطط، فلله في أموره أسرار.
الابتلاء الأول:
في لحظة غير متوقعة، ظهرت مشكلة أمنية تقنية في ملفه، فتم منعه من الصعود إلى الطائرة. ارتفعت الطائرة في السماء، تاركة خلفها حاجًا مكسور الخاطر في صالة الانتظار، لكنه لم يجزع. جلس عامر صابرًا، كأنما يقول في سره: "المكتوب ما فيش منه هروب، وإن كان لي فيه نصيب، راه ما يضيعش".
المفاجأة الأولى:
لم تمضِ دقائق، حتى عاد الطائرة من حيث أتت بسبب ظروف خارجة عن الإرادة. هل تظنون أنها فرصة ثانية؟ حاول عامر مجددًا، لكن صدمة أخرى جاءت؛ مُنع للمرة الثانية من الصعود!
المفاجأة الثانية… والثالثة؟
الطائرة أقلعت مرة أخرى… ثم عادت!
الركاب نزلوا وهم في حيرة من أمرهم، ليفاجَؤوا أن الحاج عامر مازال في نفس المكان، بنفس الثقة، بنفس الصبر. لم يبدُ عليه الغضب، ولا الجزع، كأنما كان يسمع نداءً داخليًا: "مش حتطلع إلا بيا".
نصر الصابرين:
وبفضل الله، ثم جهود المخلصين، تم حل المشكلة أخيرًا، ولم يكن عامر من بين الصاعدين فقط، بل كان أول من صعد إلى الطائرة. وكُتب له أن يكون من ضيوف الرحمن لهذا العام، ليبدأ رحلته المباركة إلى مكة المكرمة.
الدرس والعبرة:
قصة الحاج عامر ليست مجرد حكاية عن تعطل طائرة أو خطأ فني. إنها مرآة لصبر المؤمن، ودليل على أن ما كُتب لك لن يأخذه غيرك، وأن الصبر على البلاء يُبدّل المحنة إلى منحة.
نعم، "المكتوب ما فيش منه هروب"، و"نصيبك تاخده"، لكن القناعة والصبر هما المفتاح.
فسبحان من يختبر عباده ليرفعهم، ومن يُعطي بعد المنع، ويكرم بعد الصبر.
🕋 رحلة الحاج عامر من مطار سبها إلى بيت الله الحرام، درس لكل من استعجل نصيبه، أو يئس من تأخر فرجه.
فتيقنوا… ما ضاع رزقٌ سعى إليه صاحبه بإيمان.
نحن نحرص دائمًا على تقديم محتوى موثوق، محدث، ومفيد لكل قرائنا الأعزاء. شكرًا لثقتكم بنا! 🌟
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك لتشجيعنا على الاستمرار